Ads 468x60px

الجمعة، 28 يناير 2011

السيارة الحمراء




دخلنا القاعة, والكل مترقب أوراق الامتحان, الوجوه شاحبة, كأن الجميع ينتظر نهاية الامتحان لا بدايته.دهول وانبهار على الوجوه كذاك الطفل عند يومه الأول في المدرسة, ربما لأن المادة كانت  من أصعب المواد وتلك النقط الكارتية التي حصدتها دفعات الأعوام السابقة كانت كافية لخلق الرعب لدى الطلبة.
مرت ساعات الامتحان... لحظات صمت , كأن الكل لازال لم يستوعب أسئلة الامتحان التي لم تكن متوقعة نهائيا.. في الجهة الأخرى, طالبة يغمى عليها  من هول الصدمة, محولات من هنا وهناك لعلها تسترد وعيها ,, للأسف بدون جدوى, اضطررنا لإعلام الادارة التي قامت بإستدعاء سيارة الإسعاف, بعد ربع ساعة تحضر السيارة , قمت بمصاحبة الطالبة الى المستشفى,لأول  مرة أركب فيها تلك السيارة الحمراء التي تشعرني بالإكتئاب كلما رأيتها, بعد مدة قصيرة تتوقف بنا في أحد الأحياء,لست أدري اين دهب السائق, الذي اعرفه أنها المرة الاولى التي تبرح فيها قدمايا ذاك المكان, الطالبة مستلقية بجانبي مغمى عليها تقريبا,تسألني أين نحن وماذا يجري ؟؟ ولا جواب لي.. حاولت مساعدتها للنهوض علها تتعرف على المكان..  ولكن يبدوا أننا نجهل أين نحن..
 بعد فترة من الفزع ضهر السائق أخيرا ومعه ضيف لنا سيشاركنا الطريق, فهمنا حينها من المساعد ان السيارة مرت على مستوقف للشرطة لحمل سكير مكسور الرجل..
اااه ذاك المشهد, وتلك اللحظات, أجزم انها كانت اصعب اللحضات في حياتي للأن , السكيير لا يتوقف عن الصراخ وشكله متير ل.. بل لم اكن أستطيع النظر اليه من كترة الخراديم التي تملأ جسده, وسوسات شيطنية  تدهب بفكري لاستعراض سيناريوا الفلم, انظر الى رجله المكسورة, تبدوا لي سالمة غانمة, يتخيل لي أنها خطة منه ليتخلص من الشرطة و لاشك بعد لحظات قد يحضر سكينا يخلص به على ارواحنا  قبل الفرار خصوصا أنه كان فاقد للوعي.. لاحظ المساعد ارتباكي وحاول تهدئتي .. صراحة رغم تواجده  لم يهدأ  روعي فهو كان هزيل الجسم بالمقارنة مع السكيير ولست ادري ربما لا يستطيع حتى الدفاع عن نفسه, استحضرت ايات من القران الكريم والشهادة, ربما هده اللحظات الاخيرة من حياتي
يبدوا ان خيالي دهب بعيداا, لكن المشهد فعلا ذكرني بمشاهد الرعب في الافلام.
وأخيراا تصل بنا سيارة الإسعاف للمستشفى, تنفسنا الصعداء, الحمد لله لم تكن النهاية كما تصورتها, دخلنا قسم المستعجلات و تبدأ معاناة جديدة مع هدا القسم...

التعليقات
10 التعليقات

10 التعليقات:

خالد يقول...

دوماً يتقزم قلمي امام شموخ قلمك

قصة مميزة ،سرد رائع ومتناغم مع الاحداث،تحياتي

محطات ثقافية يقول...

لتلك السيارة الحمراء ذكرى اليمة بقلبي حتى ليكان يصاحبني الدمع وانا ادعوا لمن فيها بالنجاة كلما رايتها تمر مع العلم انهم مشكورون على مجهوذاتهم ودورهم ويستحقون منا كل التقدير والاحترام لكن نهايات لا تكون دائما كما نتوقع
بوركت وبورك طرحك الطيب غاليتي

أمال يقول...

@خالد

بارك الله مرورك وحضورك الدائم
شكراا اخي, هدا من حسن ادبك وتواضعك
تحياتي

أمال يقول...

@حلم

يأسفني عزيزتي ان قلبك يحمل دكرى أليمة للسيارة الحمراء, ما عسانا نقوله امام الاقدار عندما تقول كلمتها إلا حسبنا الله ونعم الوكيل, اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.
لكني لا أتفق معك تماما بخصوص اخلاصهم في أداء الواجب. الطالبة يا أختي كانت مغمى عليها وقطع تنفسها في حين انهم تركونا ودهبوا, لم اجد حتى جرعة ماء لها
, ولا اخفيك المعاناة التي عشناها في قسم المستعجلات, لا تعليييق !!!!

رشيد أمديون يقول...

ضحكت عندما وصلت إلى هذه العبارة: " صراحة رغم تواجده لم يهدأ روعي فهو كان هزيل الجسم بالمقارنة مع السكيير.."
تجربة صعبة بالنسبة لكِ لأنها أول مرة تري مثل هذه المشاهد، وأحيانا كثيرة يذهب الخيال بعيدا في مثل هذه المواقف، أسأل الله لنا ولك السلامة

أمال يقول...

@أبو حسام الدين
ادكر الواقعة وأضحك من نفسي, كانت لحضات صعبة فعلا, الحمد لله على لطفه بنا.
شكرااا لك اخي, وشكرا لتواجدك
تحياتي

مغربية يقول...

الحكاية لا تبدأ الا بعد دخول عالم المستعجلات
قسم غريب جدا
لهلا يوصل ليه انسان
سلامووو

أمال يقول...

@مغربية
غريب مليئ بمصائب الدنيا وعندما يختلط الامر مع اهمال المسؤولين يصبح اكتر سوءا
كما قلت لهلا يوصل شي انسان ليه
اللهم عافينا
شكراا سناء لحضورك الدائم هناا
تحياتي

rainbow يقول...

تجربة قاسية فعلاً .. ولكن الغريب ان سيارة الأسعاف تذهب الى أكثر من مكان فى وقت واحد ..و تنقل مرضى آخرين .. أستغربت

كان الله بالعون ..

أمال يقول...

فعلا اخي قوس.
ليس من القانوني ان تدهب سيارة الاسعاف لاكتر من مكان فهدا خطر على المريض الدي تنقله ولكن ماعسايا اقوله امام هدا الاهمال واللامبالاة لا حياة لمن تنادي
تحياتي

إرسال تعليق