Ads 468x60px

الأحد، 30 ديسمبر 2012

تعليم ينزف..

 


 دائما ما توجه أصبع الاتهام  للمربي كلما  تكلمنا عن حال التعليم ببلادنا وكلما استرجعنا رتب المغرب المتدنية في الميدان، تعليمنا يعاني ولا أحد منا يستطيع ترقيع الواقع وتجميله، لا أحد منا يستطيع أن يبتسم ويقول أن كل شيء على ما يرام، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن للمربي دور كبير جدا في نجح أو فشل المنظومة، لن أحمل المسؤولية لجهات أخرى فقط و لن أغير من قناعتي أن ما يستطيع أن يقوم به الأستاذ للإصلاح  يفوق أضعاف الأضعاف ما بإمكان أي جهة أخرى أن تقوم به. فهو الوحيد الذي يعرف تلاميذه حقا ويعلم نقصهم و نقاط ضعفهم وقوتهم وهو من يستطيع أن يقترح سلسلة الإصلاحات اللازمة استنادا على وضعيات التدريس التي يشرف عليها. 

إن كان هدفنا إنتاج جيل نافع لنفسه ولمجتمعه، وإن كان ذلك رهين بضرورة التخفيف من نسبة الهدر المدرسي وتعميم التعليم ليصبح في متناول الجميع خصوصا في القرى النائية والمناطق المنعزلة ـ باعتبار أن المغرب يتوفر على أكبر نسبة هدر مدرسي في العالم العربي ـ . فإنه من الأجدر علينا أن نخرج تلك المناطق من عزلتها أولا و أن نكثف جهودنا ليتمكن المربي من المداومة على حضور حصصه وكي لا تجبره الطرق المقطوعة  على غياب حصص كثيرة تخلق هفوة كبيرة في العملية التعليمية، فليس من المعقول أن نرسل مربيا لأعالي الجبال في منطقة منعزلة تماما، ـ يحتم على التلاميذ أنفسهم قطع مسافات طويلة ليستطيعوا الالتحاق بفصولهم ـ ونحاسبه فيما بعد عن تقصيره في أداء مهمته، فما دمنا لم نفكر جديا في النظر للحالة المزرية التي يعيشها أبناء هاته المناطق ولوضعية مدارسهم التي لا تختلف عن  زريبة للدواب في شيء، فدائرة الهدر المدرسي تتسع  مادامت أغلبية الأسر  لا تملك من الوعي الكافي ما يجعلها تحفز أبنائها على التمدرس وأقل العراقيل تجعلها تقرر توقيفهم عن الدراسة.

وإن كانت المسافات الطويلة تحول دون تمدرس أبناء القرى،  فما أصبحت تعرفه المناطق الحضرية لا يقل سوءا، حيث أن التعاطي للمخدرات أصبح ينخر المؤسسات التعليمة بشكل مخيف، ما يجعل فكر التلميذ منشغل بسلوكيات منحرفة الشيء الذي ينمي لديه الحس العدواني وتؤدي به لاحقا إلى مغادرة صفوف الدراسة  . ـ لا أدري ما إن كانت هناك إحصائيات دقيقة حول نسبة تعاطي التلاميذ للمخدرات لكني متأكدة أنها نسبة صادمة جدا ـ. يكفي أن يتجول المربي بين صفوف تلاميذه ليستنشق  روائح كريهة لمخدرات وسجائر،  ويكفي أن يزور مراحيض المؤسسة من حين لآخر ليفاجئ بثلة من المدمنين منغمسين في التعاطي، وقد تكون ارتفاع نسبة الجرائم التي يتورط فيها التلاميذ أكبر دليل على أننا أصبحنا ندق ناقوس الخطر و أننا أمام جيل يهدده الانحراف من كل صوب.

لا يمر يوم دون أن نسمع عن اعتداء تلميذ على أستاذه وهنا الاعتداء ليس لفظيا أو ما شابه بل ما يصل للذبح والقتل وهذا ما يضعنا أمام علامة استفهام كبيرة، لما كل هذا العنف؟ لما تحول الأستاذ من المربي والأب الثاني لعدو ينتظر التلميذ فرصة للنيل منه وتحولت المدرسة من البيت الثاني إلى مكان لممارسة الإجرام. إذا ما تشوهت العلاقة بين الأستاذ وتلميذه وإذا ما فقد الأستاذ قيمته كمربي فاضل فماذا بقي لنا لإنقاد منظومة تنزف منذ عقود؟!.




التعليقات
11 التعليقات

11 التعليقات:

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم
عودة طيبة اختى الحبيبة ( وحشتينى)

مشكلة التعليم ليست حالة منفردة لبلد واحد بل هى منظومة تمر على كل بلادنا العربية ببؤسها وشقائها للاسف

نسال الله تعالى ان يصلح حال امتنا وشعوبنا العربية كلها

تحياتى للطرح الرائع والموضوع الهادف

وتحياتى لك غاليتى بحجم السماء

محمد ايت دمنات يقول...

شكرا لك اختي امال على طرق هذا الموضوع المهم
وعلى طريقة التناول ...
صحيح انضعف البنية التحية وتناول المخدرات من اسباب الهدر المدرسي ...
وهناك اسباب اخرى يمكن ان نستنتج بعضها من الأسئلة التي ختمت بع الموضوع
تحياتي
http://sadakissane.blogspot.com/

رشيد أمديون يقول...

السلام عليكم
أختي امال يبدو أنني اشتقت لمدونتك، وإلى تدويناتك التي تتناول مواضيعا مهمة.
أكيد أن ما تفضلت به واقع مرير، والمنظومة التعليمية في مهب الريح، وكل جهة تلقي اللائمة على الجهة الاخرى، الآباء يلومون المعلمين والاساتذة، والأساتذة يلومون البرنامج التعليمي، والوزارة المعنية، ووو..
وإن بقينا في حلقة اللاوم فلن نخرج بنتيجة ناجعة أكيد.
مودتي

الاحلام يقول...

امال
موضوعاتك دائما تحمل فى طياتها الانسانيه الراقيه استمتع جدا بما تكتبين دائما
كل سنه وانتى بالف خير وسعاده
تحياتى ابوداود

rainbow يقول...

اهلاً أمال ..
هكا حال الوطن العربى كله ..
ما زلنا بعيد جداا ..

تحياتى لك

Unknown يقول...

راق لي توجّه و مضمون المدوّنة ! الزّمن الجميل يسعدها أن تقاسمك نشر المعرفة و الوعي و السعي إلى الأفضل و تدعوك لزيارتها و التفاعل ، تقديري

http://zaman-jamil.blogspot.com/

مغربية يقول...

التعليم يعاني
الصحة تعاني
الكل يعاني
وما الحل؟؟؟
الأمر مؤلم حقا، أن نرى أجيالا تضيع ونقف متفرجين

غير معرف يقول...

صرخةحجر. جميل هذا الاسم رغم قساوة كلمتيه، لكن موضوع التعليم وواقعه وآفاقه يتطلب أكثر من صرخة، لآنه الحجر الذي يبنى به البشر، حميل هذا الاهتمام منك، فقط معلومة "2.5 مليون طفل ينقطعون عن الدراسة سنويا"، هي معلوكة في حاجة للتدقيق، تحياتي عزيزتي
-أصعب أستاذ عرفته-

umzug يقول...

Thanks to topic

طريقة عمل البيتزا بالصور يقول...

الأمر مؤلم حقا، أن نرى أجيالا تضيع ونقف متفرجين

Unknown يقول...

alors c'est très touchant ce que tu as écrit mais j'ai quelques remarques surtout on ce qui concerne le rôle de l'enseignent il n'est pas le responsable direct de cette crise mais car je crois que le système éducatif complet est mal géré donc même si le professeur fait son devoir sa rend en même ,en tt cas j’espère que sa va mieux passer et que notre pays trouve des solutions dans le plus tôt possible et pour toi Amal je te souhaite une bonne continuation et je souhaite que tu nous porte des sujet sur les jeunes et la vie politique au maroc .
Bon courage Amola :)

إرسال تعليق