من
يدري منا كم تبقى له من حركة فوق الأرض وكم من ابتسامة بقيت ستدغدغ شفتيه وكم من دمعة ستلامس وجنتيه،نعيش و
نعلم أن لابد من يوم نغادر فيه دار الفناء
لدار أبقى وأكمل وأتم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يراه،
يوم قال فيه المولى عز وجل يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم، لست أدري لما عند كل ذكرى ميلاد أتذكر فقط حقيقة الحياة، وحقيقة وجودنا وما
لنا وما علينا، قد نرسم أماني وأحلام في حين قد ينقضي العمر قبل الظفر بها
وتحقيقها، نعد أنفسنا لها ونحن نعلم أنها أمل قد لا يكتب له واقع فما بالك بيوم
نحن على يقين أننا سنعيشه في المدى القريب أو البعيد، سنحضره بكل تفاصيله وتجدنا
نقصر ونقصر ولسنا نعي مدى خطورة ما نقترفه بحق أنفسنا. أخدتنا الحياة بزخاريفها
وألوانها المزيفة وبتنا نقدسها كأننا خالدون وما نحن بذلك. ما أجمل أن نعيش الحياة
ببساطتها، نقبل بأحكامها دون إختراق لقوانينها، تماما كما رسمتها الأقدار لنا.
كل
يوم نعيشه هو إضافي ونعمة من الخالق لتدارك ما يمكن تداركه، إعادة الحسابات،التخلص
من تلك المتاهات التي نضع أنفسنا فيها عن طيب خاطر، فلا أرقى و لا أجمل أن تعيش
لله وفي رضى الله و ما دون ذلك مجرد عيشة بالية توهمنا بجماليتها وبين طياتها بأس
وحزن قاتلين.
فلنعلنها
توبة نصوح من كل تلك الجبال من الذنوب التي
أرّقت قلوبنا و جردت نقاءها، ولنبدأ من جديد مادام هناك نفس فينا وروح تجري في
عروقنا. ولنطوي صفحة الماضي لحياة أكثر اشراقة يملأها الرضى و القرب من الله.
- عقارب
الساعة لا تتوقف وهكذا تمر السنوات بنا، فربما عمر الانسان لا يقاس بالثواني التي
عاشها وإنما بما أنجزه وحققه، فأسفا على تلك الساعات والدقائق التي مضت و ضاعت من
عمرنا دون فائدة تذكر.
قد يكون يوم الفلاح يوم نتمكن حقا من استغلال
الوقت كما يجب.
- لا مستحيل مع الحياة ولو كنا نعلم ما نستطيع القيام به حقا لصعقنا أنفسنا،
نحن نفشل حين نفكر في الفشل وحين نسقط تجربة فاشلة على كل تجاربنا المستقبلية،
والفشل في مرحلة كاف لتحطيم معنويات الكثيرين
طوال حياتهم.
حل
العقدة يكمن في التخلص وتحطيم تلك العوائق العقلية.
وبعدما أتممت الواحد والعشرين ^__^، مجرد إطلالة على الذي مضى ولن يعود