Ads 468x60px

الأحد، 30 أكتوبر 2011

عن ماذا يبحثن؟ (1)


في عقدها الأربعين تتحدث بعد تنهيدة طويلة، تصف حال تلك السنوات التي عاشتها والحزن يغمر عينيها تستعد لتحكي تفاصيل حياتها الماضية لتقول :
كنت طالبة مجدة يملأها الطموح، درست وتخرجت، حصلت على وظيفة بعد تعب وعناء فلازالت الوساطة والمحسوبية تنخر أحشاء القطاعات العامة ببلدي الحبيب، كان يومها يوم عيد بالنسبة لي، يوم عينت في وظيفة محترمة ستضمن لي أخيرا استقلالا ماديا بعدما اثقلت كاهن عائلتي المحدودة الدخل كل تلك السنوات، لازلت أيضا اذكر أول راتب تقاضيته، قمت حينها بشراء هدايا لأمي الحبيبة ولإخوتي الصغار وباقي الراتب منحته لأبي ليسد ديونه نعم أبي الذي أفنى عمره في خدمتنا، كان لابد أن أقدم له عربون محبة فمهما منحته من مال وعناية لن أرد جميله، لكن الأيام علمتي أن الوالدين أعظم نعمة في حياة الانسان.
مرت السنوات وسعادتي بعملي تزيدني لهفة في إتقانه، كنت مخلصة في اداء الواجب تجاه عملي، لم اكن اعتقد أن ذاك العمل سيكون مصدر تعاسة بالنسبة لي، فكأي شابة، كنت ارغب في الزواج وأحلم بأسرة صغيرة  تحويني وأولاد يكبرون أمام عيني لكنه عملي نعم عملي كان سببا في أن يحرمني حلم الأمومة، فكل ألائك الرجال الذين تقدموا سابقا لخطبتي كانت عيونهم تلهث بالطمع واهتمامهم براتب وظيفتي كان اكثر من اهتمامهم بي، نعم لقد قيمت ببعض الدريهمات ولست أي شيء بدونها، أفكار تراودني دائما، ماذا لو تزوجت أحدهم  وقبلت به لأجل طفل أحلم بارضاعه، كيف يكون الحال إن فقدت وظيفتي؟، إن تعرضت لحادث وشللت؟، هل سيرميني للكلاب؟، أم يتزوج أخرى، فما تزوجني لأجله لم يعد موجودا. نعم لقد اخترت سماع تلك التعليقات السخيفة من الفضولين عن اسباب تأخري في الزواج واخترت لقب العانس على أن اتزوج انسانا ما يجمعني به لا يتجاوز راتبي الشهري.  
 " سكتت برهة واسترسل لسانها في الحديث"، كم أغبط تلك الفتيات التي تعيشن في كنف اسرهن والتي اختارهن أزواجهن عن قناعة بشخصياتهن  وذواتهن بعيدا عن كل الحسابات.
"مستعدة لتنهي كلامها" أعتقد أن مكان المرأة في بيتها تعتني بزوجها وأطفالها، فهي لم تخلق للعمل خارجا خصوصا في جو الاختلاط الذي لا يحفظ للمرأة قيمتها.



عن ماذا يبحثن؟ : هي سلسلة من القصص الواقعية التي تروي بعضا من أحلام النساء ومعانتهن مع تقلبات واقدار الحياة.


التعليقات
15 التعليقات

15 التعليقات:

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

هى وجهة نظر ولكن لها بعض الاستثناءات
فالطبيبة والمعلمة مثلا لاغنى عنها فى هذا الزمان ابدا

ولو ضمنت المرأة سلامتها من الناحية الشرعية وظروف عملها فلا يكون هناك اى مانع شرعى

اما ما يقال عن الزواج فهذا انتكاسة فطرة لدى الكثيرين الان ممن لايعلمون ماهية دورهم الحقيقى كزوج وزوجة ويختارون الطرف الاخر بمقياس المادة العفنة

طرح طيب وموضوع مهم
جزاك الله خيرا
وكل عام وانت بخير وسعادة اختى الغالية
تحياتى وتقديرى

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

اختى الحبيبة هذه دعوة للانضمام لهذه المدونة المشتركة بين ام هريرة وال الرنتيسى ( مازن واحلام )

http://mosabaqat.blogspot.com/

رشيد أمديون يقول...

كثيرة جدا هي أحلامهن، ومنهن من ترافقها التعاسة رغم عدم ابدائها.
جميل أن تشعري بمعانات الأخريات، وتكتبي زفراتهن هنا..

m.hallawa يقول...

السلام عليكم
طرح مفيد بوركتي
وعلي أي حال محدش يعرف نصيبة فين !!!!!!!!!!!!
تحياتي القلبية

iHibo يقول...

تحلم فتصادف حلمك وفيما بعد تجد الحلم كابوس
عد الى الوراء ولا تحلم
ببساطة تا حد مالقاها كي بغايها
وليس بالزواج تنتهي الحياة
ايلا ماجابش الله لن تموت !!

faroukfahmy يقول...

هذه هى الحياة ، ان مقاييس التقييم اختلفت واختلّلت تماما
وبالنسبة للزواج الآ، ينظر اليه نظرة الحاسب وليس الكاسب لزوجة صالحة مؤمنة عابدة واصبح المال فبل الجمال والجاه والحسب والنسب
اعاننا الله على هذا الزمان
الفاروق

أمال الصالحي يقول...

للأسف صارت العشرة تعتمد على معايير غريبة، لا دخل للود والحب والتراحم فيها، زمن المصلحة طغى فما عدنا نميز الصالح من الطالح

ويبقى دوما الأمل في غد أفضل

مودتي أمال

بندر يقول...

اختي العزيزة:

سعدت بقراءة نثرك الجميل... وقد قرأته أكثر مرة ..

ولم أعلم عن ماذا تبحث هذه الفتاة ذات الأربعين خريفاً..

هل تريد الزواج والأمومة . أم تريد العمل ..

وكأنها قد فصلت بين الحالتين وجعلتهما لا يلتقيان أبداً..

كلا الأمرين مكملا للآخر..

قد استغرب من نظرتها السوداء للمستقبل..

وحتى لو افترضنا ان جميع من أتى لخطبتها فقد جاء من أجل راتبها ..

فهو لن يقبل بأن تترك عملها من أجل أمومتها .. هذا مع اعتبار أنه يريد مرتبها فقط..

ولن يتركها كما قلتي .. وستعيش معه وهي تعمل ..

ولكن إذا كانت هي لا ترغب أو لا تستطيع أن تجمع بين العمل والأطفال..

فلها أن تبين ذلك قبل الزواج ..وعند ذلك ستعلم من اختارها أو اختار مرتبها..

ولكن على هذه الأربعينية.. أن تتأكد أن الدنيا ما زالت تحمل بين طياتها .. الكثير الكثير من الخير والسعادة لمن بقيت في بيتها أو لمن خرجت للعمل..

إعذريني فلولا سحر حروفك لما أطلت عليك..

تقبلي تحياتي...

مغربية يقول...

هكذا هي الحياة
لا يصيبنا فيها الا ماكتبه الله لنا :)
سواء كانت المرأة في بيت زوجها أو عاملة،
تختلف ظروف كل واحدة ولا يجب أبدا التعميم

أمال يقول...

@@@أم هريرة
هي تفتقد لذاك المحيط الاسري الصغير ولأولاد يلاعبونها ولاسرة تحميها لهذا مال رأييها لتلك المرأة البيتوتية التي تقظي جل وقتها في رعاية الابناء.
تميل لما تفتقد إليه وهذا رأيها، ما تتمنى أن تعيش عليه.
هي تكلمت انطلاقا من تجربتها الخاصة.

أمال يقول...

@@@أبو حسام الدين
مممم سأحاول ذكر جل احلامهن هنا :)
احس بتقصير كبير تجاه بنات جنسي، واطمح حقا ان تكون هناك تدوينات مكثفة تخصهن فان لم تتكلم امرأة بلسان امرأة من يتكلم؟؟؟

@@@m.hallawa
والله الحياة أرزاق، من اقتنع بها ضمن راحته
اللهم ارزقنا الرضا

أمال يقول...

@@@هيبوا
لا لا أتفق ههه، ماهذا التشائم يا هيبو، ليس من عادتك :D
ان تبخر حلم فنبني حلما اكبر واروع وماذا تساوي الدنيا لنقضيها في الحزن والحسرة على الماضي.
وفي النهاية الدنيا ليست دار كمال

@@@ faroukfahmi
نعم فقدت معاني الرجولة للاسف

نور يقول...

مساء الخيرات

موضوع زواج المصلحة وارد وشائع .. لكن الحياة الزوجية جماليتها الحقيقة ان تكون كما ارادها الله تعالى " سكن ومودة ورحمة "
ربما كثيرات يعشن الأمومة وبكامل قدسيتها دون زواج

وفي المقابل كثير من الامهات لا يملكن من الامومة سوى مسماها

دمت بكل خير

غير معرف يقول...

بسم الله وبعد
نهنئكم بعيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركة
كل عام وأنتم إلى الله أقرب

موقع المنشد مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
صفحة أحلام الرنتيسي – هذه سبيلي

rainbow يقول...

اذا كانت الوظيفه سوف تمنعنى من الزواج فتلك مشكله ..
هناك فتيات يرين أن خروجهن للعمل يجعل فرصة مقابلة شريك العمر أكبر ..بشرط ان لا تنسى نفسها وتعطى العمل أكثر من حياتها..
ولكن أود ان أقول : إذا جاءت الصدف ودق القدر باب الفتاة فأنها سوف تجد شريك حياتها فى أى حال من الأحوال ..
وثانياً : لو كانت الزوجة تملك راتباً أكثر من الزوج وساعدته فى الحياة فما المانع ؟ كل شيء سوف يكون لها و لأولادها ولأسرتها الصغيرة ..فأن وجدت رجل شهم ويقدر الحياة الزوجية ولكنه فقير فلا بأس ولا مانع أن تتزوجه ولا تضع فى عقلها انه تزوجها من اجل راتبها ..

أنا احسست بشعورها ووفءها عندما استلمت أول راتب ووزعته على أسرتها ..لحظات رائعة جداً .. كنت أصفق لها بقلبى ..

تحياتى لك امال ..

إرسال تعليق