لطالما
اقترن مصطلح الشعوذة مع المرأة كأنها ظاهرة خلقت بين أصناف النساء، ربما الواقع
يحكي ويؤكد انتشارها عند الجنس اللطيف وقلما تسمع عن مشعوذ(أو شواف) أو تجد مجمع
للرجال يتحدثون فيه عن الفقيه فلان أو عن المشعوذة فلانة، وهذا ما نجد عكسه عند النساء،
لست أدري فعلا هل قوة الإيمان بهاته الطقوس
ترتبط بجنس معين أو أن التفاوت حسب
المستوى التقافي أو أن المسألة تظل رهينة بالوعي ديني والإيمان بالقضاء والقدر، فهناك بمجرد
ما تغلق في وجهه الأبواب يصبح مضطرا للإلتجاء لسبل حتى وهو على يقين بعدم فعاليتها،وهناك
من يستحيل أن يقدم على خطوة ما في حياته دون أن يستشير قُرّاء الكف (عالمي الغيب !!)
ودون الإستعانة بفقيه لأجل الحصول على "حجابات" تبعد عنه العين أو تكون سببا في
حصوله على عمل أو ازدهار تجارته، المهم الحصول على بركة الفقيه أو الشوافة هي خطوة
من الخطوات المهمة لتحقيق الأماني في مخيلة وقناعة الكثيرين.
فهذه
تحمل في عنقها سلسلة بها "قَبُولْ" لتيسير
أمورها و هذه تطعم زوجها بوصفة من إبداعات الشيخة فلانة لإرجاعه للطريق
وليسهل تطويعه وأخرى لا تغمض عينيها حتى
تعلم من الشوافة أحداث الغد وحدث ولا حرج...
قد تدهب عند مشعودة أو من تدعي معرفة الغيب
وتندهش أنها تعرف عنك كل التفاصيل وأكيد هذا يدل أنها عبقرية في حين أنها لن تعرف
أكثر مما مر من حياتك وأصبح باليا وذاك عن طريق الإتصال بقرينها الذي بدوره يتصل
بقرينك وهكذا تعلم من خلاله معالم حياتك الماضية أما
ما سيأتي وسيحصل غدا فلا يعلم الغيب إلا الله رفعت الأقلام وجفت الصحف. ولكن يبدوا
أنه كلام لا يستوعبه الكثيرون ولا يتناسب مع من يحب استباق الأحداث وعيش اليوم قبل
إشراقة شمسه، هو فقط إعلان على عدم الرضا بالواقع ومحاولة تغييره مهما كفل الأمر
ذلك في حين منحنا الله نعمة الدعاء وقال عنها أنها الوسيلة الوحيدة التي تغير الأقدار
فمن أستهوه مطلب دنيوي فما عليه إلا الدعاء والتقرب مِن مَن بيده الملك يقول للشيء
كن فيكن، المسألة لا تحتاج ضياع أموال طائلة كل يوم عند نصّاب يدعي امتلاكه للصفات
الإلهيه والنتيجة دون فائدة تذكر، يدخلون أنفسهم في دوامات ومتهات كانوا في غنى
عنها ولكنه فقط ضعف الوازع الديني!!
جاء حديثي هذا بعد ضجري من ما نسمع ونرى حتى أصبح يُخيّل لنا أن المشعوذات يحتلن مراتب مقدسة عند الكثيرين في حين أنهن لسن أكثر من جاهلات "كُونْ كان الخُوخْ يِدَاوي كُونْ داوا راسُوا" كما يقول المثل المغربي.
الشعوذة و الدجل مشاهد تنخر جسد المجتمعات العربية (حصريا على الأراضي العربية)، كانت وستظل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها!!!