Ads 468x60px

الأحد، 12 يونيو 2011

مجرد سوء تقدير!





ربما هي طبيعتنا التي تجعلنا نقيم الأشياء حولنا من مظهرها، دون تعميق النظر والسؤال عن مدى سلامة تلك المعايير التي نعتمدها. 
لما لم نتسائل ولم نلفت النظر لؤلائك البسطاء الذين  نجحوا في صنع جيل رائع وشخصيات دخلت التاريخ وهم مجرد أناس قد لا يكونوا يوما عانقوا  مقاعد الدراسة، ولا تربطهم بالعلوم صلة، ورغم ذلك حققوا ما لم يستطع الكثيرون من أصحاب الشواهد  و خريجي المدارس العليا  تحقيقه. حصولك على مؤهل علمي لا يعني مطلقا أهليتك لخوض غمار الحياة بنجاح، ولا يعبر عن مستواك صراحة، وليست وسيلة لتقييم الأشخاص، فالوعي والثقافة لا ترتبط مطلقا بالمستوى الدراسي،غالبية التلاميذ  والطلبة اليوم، الدراسة في قاموسهم هي فقط وسيلة للحصول على دبلوم يمكنهم من عمل والضفر براتب شهري وحياة مرفهة، وأيضا هي فقط تنمي ذاك الجانب المادي في حياة الانسان،ويظل الجانب الروحي فقيرا إن لم يغنيه  صاحبه. صدقا هناك علاقة بين الجانبين، فالأول يساهم في تحقيق الثاني ولكنه أبدا لا يحققه. وغالبا ما يقع الكثيرون في فخ يجعلهم فخورين بما حققوا ويتغاضون عن أساسيات تكوين الشخصية. وربما المجتمع يساعدهم في تلك القيمة المبالغ فيها التي يحضون بها، وهكذا يهملون نواقصهم، في حين أن غلبيتهم  يتحولون إلى أميون إذا أخرجتهم عن مجالات دراستهم. نهيك عن المستوى الأخلاقي المتدني ، انتشار التعاطي للمخدرات  في أوساط الطلبة مخيف جدا، أكاد لا أصدق أنهم أصحاب مؤهلات علمية "لما ما قدراتش قرايتوا تخليه يصلح راسوا غير يمشي يقطع ديك الكرطونة، ماعندها حتى قيمة".
الأسوء في الموضوع، من يطلق عليهم فاشلون لمجرد انقطاعهم عن الدراسة، ويحكم عليهم المجتمع والمحيط بالفشل المؤبد، الدراسة فقط جزء من الحياة وليست الحياة كلها، ومن لم يوفق فهناك مجالات أخرى من الأكيد أنه سيبدع فيها، والثقافة تظل مكتسبة من الكتب  والتجارب الحياتيه والأنشطة الجمعوية التي تطور شخصية الإنسان  سريعا،ومطلقا ليس من البرامج الدراسية، لدى كونه لم يدرس لن يمنعه من لقب المثقف أو المفكر.
فلنغير نظرتنا للأشياءـ ليس كل ما يلمع عن بعيد هو ألماسـ فقد يكون مجرد زجاج ألمعته أشعة الضوء.
التعليقات
18 التعليقات

18 التعليقات:

محطات ثقافية يقول...

السلام عليكم ورحمة الله
اتفق معك كل الاتفاق غاليتي فمشكلتنا اننا نربط الامور بغير مفاهيمها والدليل ان هناك اناس عدة لهم شهادات ولكنهم فاشلون في تحقيق نجاح اجتماعي وتواصل خارج تخصصاتهم والعكس صحيح
موضوع هام فعلا
بوركت غاليتي

مصطفى سيف الدين يقول...

الشهادة لا تعني انك تستطيع ان تواجه الحياة العملية
فقد تكون في اسمى المراتب العلمية لكن اساليبك النفسية والاجتماعية هي في منتهى الرداءة حينها ستكون فاشل
تحياتي

مازن الرنتيسي يقول...

بسم الله وبعد
نعم أختنا في الله الشهادات العليا ليست كل شيء، تجدي هذا الشخص مبدع أحيانا في تخصصه ولكنه لا يستطيع أن يطلب عروس أو أن يضع 5 كلمات على بعض وهناك شخص نعرفه وصلت دراسته الصف السابع ثم خرج من المدرسة لأسباب ولكنه متكلم ويستطيع أن يقود جاهات

بوركت أختنا في الله على الطرح الطيب

إخوانك في الله
أبو مجاهد الرنتيسي
أحلام الرنتيسي

غير معرف يقول...

لم تكن الشهادة يوماً هي من تثقف الشخص او حتى ترفع من مستوى فكره ربما شهادته ووصوله لمستوى عالي قد يساعده للوصول الى مراكز متقدمة في العمل إنما كـ شخص ناضج واعي مثقف لايكون فقط بنيل الشهادة هناك أمور أخرى كثيرة كـ معانقة الكتب والتعرف لثقافات الدول وقراءة الادب الغربي وحتى التعمق في الحضارت القديمة ماقصدته ان كل ماقد تقع عين الانسان عليه ليقرأه لابد ان يخرج منه بجزء ولو بسيط لحصيلته العلمية والثقافيه التي تطور من شخصية الانسان حتى السفر للخارج والاختلاط بأشخاص من دول اخرى ولغات مختلفة حتى تلك التي لاتمت لنا العرب بأي صفات مشتركة نجد فيه شئ ما نقتبسه او نستزيد به لنجد ثقافتنا في توسع اكبر وليس الجميع هناك من يجعل فكره محدود حين يقتصر قرائته وإطلاعه على لون معين "
؛؛
؛
آمال
طرح رائع
يستحق القراءة بـ إسهاب "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

مغربية يقول...

نفس الموضوع الذي ناقشته لاتي اللطيفة
المستوى الدراسي ليس كل شيء
لكن هذا لا يعني وجوب اغفاله

رشيد أمديون يقول...

صدقت أختي فيما قلتِ، ولعلنا في زمن انتهت فيه الموسوعيات، بحيث أن من سبقوا تجدي الواحد منهم فقيها وفيلسوفا وشاعرا، وطبيبا، وفلكيا.. فهل كل هذه المعارف أخذ عليها شواهد؟
تحيتي لك أختي

أمال يقول...

مغربية

هاا كنت أود الحديث في الموضوع مند مدة ولفت انتباهي تدوينة لطيفة، كنت بحاجة للتفريغ...
طبعا لست هنا لأقول أن الدراسة شق يمكن الاستغناء عنه، لكني فقط اقول ليس معيارا لتقييم الاشخاص، والانسان لا يقاس بعدد السنوات التي درسها. نحن نوجه حكمنا على الاشخاص مباشرة بعد معرفة مستواهم الدراسي وهذا خطأ.
اتعلمين، هناك من منعتهم ظروفهم من استكمال دراستهم، رغم أنهم كانوا متفوقون وانقطعوا عنها،تواجه الإنسان اكراهات كثيرة جدا تحول دون تمكنه من عيش حياة طبيعية، والواقع يحكي!!!

أمال يقول...

استسمح لتعذري على الرد على جميع التعليقات،
ظروف خارجة عن ارادتي
شكرا لتواجدكم هنا

rainbow يقول...

ماهو موجود بالمغرب موجود فى كل العالم العربى .. صدقينى ..
هذه سمة هذا العصر للأسف .. والأسباب متنوعة ولا يمكن إتهام جهه محددة .. ولكن .. دائماً الأمل موجود ..
وتحياتى لك
مقالك جميل

نور يقول...

الشهادات وحدها لا تعطي مؤشراً دقيقاً
نحتاج العلم الخالص المقرون بمنظومة فكرية وخلقية متينة

موضوع رائع ومهم

احترامي لكِ

Unknown يقول...

أحييك على هذا الطرح الموضوع والذى صاحبته رؤية ناضجة
تقديرى واحترامى
بارك الله فيك وأعزك

الاحلام يقول...

خبره الحياه لا تاتى الا من التعامل اليومى ولا تاتى الا بخبرة السنين والايام فهناك فرق كبير بين لدراسه والمعاملات والخبره فى الحياه موضوع مهم جدا وغايه فى الاهميه تحيه لقلمك المبدع تقبلى تحياتى الاحـــــلام

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم

انا افضل ان تكون الحياة قائمة على العلم مع الخبرة
مع انى مع رأيك ان البعض وصل لاعلى المراتب الثقافية
بشهادات متوسطة وان البعض يتفوق فى مجاله وهو ليس بحامل شهادات عليا

لكن الواجب علينا كمسلمين ان نكون ملمين بالجانبين افضل ذلك عن نفسى

لان الدراسة تثقل الخبرة دائما والمعرفة

لكن لا نغفل امر الخبرة من البعض الذى لا يحمل شهادات دراسية

((( ومن لم يوفق فهناك مجالات أخرى من الأكيد أنه سيبدع فيها، والثقافة تظل مكتسبة من الكتب والتجارب الحياتيه والأنشطة الجمعوية التي تطور شخصية الإنسان))

لكن لو نظرنا لحال مجتمعاتنا العربية ستجدى من تكلمت انت عنهم هنا للاسف قليلين من يستوعب الفكرة ويعمل بها لان اغلب شباب هذا الجيل لا يحب الدراسة ولا حتى تعلم مهنة لانهم اعتادوا الكسل والنوم والاهتمامات التافهة السطحية

ليتهم يفهمون كلامك ويعملون به لانصلح حال الامة

لو كل انسان اتقن مهنته وصنعته لاصبحنا جميعا خير الامم

شكرا لك اختاه موضوع مهم وله جوانب عديدة وحطيرة ..
حهد مشكور منك بارك الله فيك


لك ارق تحية وتقدير

سفيرة المحبه يقول...

طرع رائع وكامل
تحياتي لك بنت بلادي ^^

Unknown يقول...

حصولك على مؤهل علمي لا يعني مطلقا أهليتك لخوض غمار الحياة بنجاح، ولا يعبر عن مستواك صراحة، وليست وسيلة لتقييم الأشخاص، فالوعي والثقافة لا ترتبط مطلقا بالمستوى الدراسي
===

نعم هو ما ذهبت اليه ،،،

أشكر لك قلمك و فكرك القويم


منجي باكير

http://zaman-jamil.blogspot.com/

Alaeddine يقول...

السلام عليكم،
الإنسان مطالب بالعلم سواء كان من عامة الناس أو من أعلمهم. إنه واجب أخلاقي وديني حضنا عليه الإسلام : "وقل ربي زدني علما".
إنك وإن حاولت أن تدرس للدراسة كغاية وليست وسيلة فلن تستطيع في نظري تحقيق ذلك فالمقرر الدراسي بأكمله يفرض عليك ذلك. لدى عليك أن تقوم بالمطالعة بالتوازي مع دراستك، أو التعمق في المناهج بالرجوع إلى مراجع معينة.

أمال الصالحي يقول...

موضوعك كان محور نقاش بيني وبين صديقتي، رؤيتك صائبة ومنطقية وأشاركك كل ارائك
فعندما نرى عظماء من فلاسفة وعلماء وأدباء لم يرتادوا يوما مدرسة، فذلك دليل على أن الفشل والنجاح معيارهما ليس ذلك الذي نؤمن به وعلينا إعادة النظر

مفيد جدا موضوعك وسلط الضوء على نقطة مهمة

موفقة دوما أيتها الرائعة

آرثـر رامبـو يقول...

مرحبـا

صحيح أختـي هناكـ من سطروا في صفحات التاريـخ بالرغم من انهم لا يعرفون الألف من الباء ... فأذكـر أحد العلماء المعروفين يقول تمنيت أن تسقط السماء على الأرض ولا أدرس الرياضياتـ ؛ )

إحترامـي .

إرسال تعليق