Ads 468x60px

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

عن ماذا يبحثن؟(2)




في أجمل البدايات وفي أروع القصص التي توجت بزواج لم تكن مستبعدة عن الوصول لطريق مغلق  ويكون عندها الطلاق الحل الأمثل لإنهاء معاناة الطرفين في علاقة اكتشفوا خطأها في  وقت متأخر نوع ما..
تتعدد الأسباب والطلاق واحد، فكيف لمجتمع ذكوري أن يستقبل المرأة المطلقة بعقليات لازالت تؤمن أن المرأة عماد الأسرة الوحيد وكيفما كانت شخصية الرجل وأخلاقياته تظل المسئولة الرئيسية عن أي فشل قد يواجه علاقتها بشريكها، كيف ستستمر عجلة حياتها وأصبع الاتهام توجه صوبها فلقبها وحده كفيل بتصنيفها في خانة المشبوهات..
تقول وهي في ريعان شبابها : تزوجت عن عمر يناهز العشرين، لحسن حظي أن الزواج ثم بعدما أتممت دراستي على الأقل أنا حاصلة على دبلوم يكفل لي العمل، كان زوجي رجلا تتمناه كل امرأة، على ما كان يبدوا لي، فإلى جانب عضلاته الفاتنة ومنصبه الراقي، كان ينتمي لأسرة محافظة ومتدينة الشيء الذي شجعتني على الارتباط به، لم يكن باستطاعتي قبل هذا الوقت نزع قناعه لمعرفة حقيقة شخصيته المريضة، قبلت بشروطه بعدم العمل والمكوث في البيت باعتباره قادرا على التكفل بي وتحمل مسؤولية البيت على أكمل وجه، تخليت عن طموحاتي في إثبات ذاتي وبلورة ما درسته لسنوات بشكل عملي، فرغم إيماني أن لكل من الرجل والمرأة دوره الخاص الذي تفرضه طبيعته ككائن بشري لم يخلق عبثا، كانت لي رغبة في العمل وإتمام دراستي فليس للعلم نهاية وهذا لن يتناقض مع طبيعتي كامرأة، وفقت على شروط زوجي وخضعت لرغبته لكني لم أتصور أني سأعامل كخادمة في بيتي، وظيفتها الغسل والكنس طوال الوقت، اكتشفت أني أعيش مع رجل لا ثقة له في أحد، شكوكه لا تنتهي وغيرته القاتلة تخنقني، مراقبة على طول الوقت زيادة على أني لست أكثر من امرأة تلبي طلباته التي لا تنتهي فلست شريكته التي تشاركه حياته وتقاسمه أدق التفاصيل ولكني مجرد عبد امتلكه بعقد زواج لا يحق له أبداء رأييه في أمر..
اكتشفت أن زوجي المصون لا يصلي ولم يسجد لله قط ولا رغبة له في الصلاة وربط الصلة مع الله مطلقا، حاولت جاهدة تليين قلبه للصلاة والرجوع للخالق ولكن دون فائدة، دعوته للاستماع لبرامج دينية لعلماء مشهود لهم بالكفاءة العالية لكنه دائما  يستهزأ بطلبي ويردد جملته المشهورة "دخلي غير نتي لجنة انا ماباغيش"، للأسف الحياة في قاموسه مجرد ترف ورفاهية وإشباع شهوات، كان كل ما رأيته في فترة الخطوبة مجرد تمثيليات سخيفة قصيرة المدى.
لكل ما ذكر لم ارغب في الإنجاب منه رغم إصراره الدائم ورغبته في طفل، كنت اعلم أني لن استطيع الاستمرار معه طويلا، فبداخلي تراكمات تحسسني بقدوم لحظة الانفجار، فمهما طال صمودي سيأتي ذاك اليوم الذي سأثور فيه..
 رغم معاملته الشاذة لي لن أنكر أني أحببت ذاك الرجل وصبرت على أنانيته ورضيت غروره، ودعوت له  كثيرا في صلاتي بالهداية، أبدا لم أكن مرتاحة لذلك دائما كانت تتبادر إلى دهني حياتي ما بعد الطلاق، سأتخلص من جحيم الزوج لكني سأدخل جحيم المجتمع دون أدنى شك...
يبدوا أن رأيتنا للحياة كانت مختلفة ويبدوا أن لكل منا اتجاهه الذي يرغب في المضي فيه، لو أخبروني أن الزواج هو العيش في العبودية لغير الله ما فكرت بالزواج يوما، لو أخبروني أن الرجال هكذا ما قررت يوما العيش مع رجل تحت سقف واحد..
بعد زواج دام العام والنصف قررنا الانفصال وعدت لعائلتي مكسورة الخاطر مهزوزة الشخصية، لا وجه لي لرؤية الناس ولا أجوية لي لأصد فضول الفضوليين، كل شيء مر كحلم عابر لم استوعب وقائعه بعد.






   
التعليقات
13 التعليقات

13 التعليقات:

rainbow يقول...

حقيقة القصة محزنة رغم تكرارها و لكنك كتيتيها بطريقة تجعل القارئ متنبه لكل حرف . وأنا أستغرب كيف كان من أسرة محافظة و متدينه وهو لا يصلى . ألم تكتشف هى ذلك ؟ والشيء الاخر إنهما غير متطابقان فهى تميل الى التدين وهو شاب يريد أن يلهو ويستمتع بحياته .. وأما خدمة البيت و الزوج فهى ليست عبودية . هو يعمل ويضمن مصدر الرزق وهى تعتنى به و بالبيت ..لكن أعتقد أن المشكله بها هى و ليست به . أعتقد أنها طيبه أكثر من اللازم و شخصيتها تضعف أمام شخصيته وهذا خلل كبير .. فالمرأة من البداية لابد و أن تكون شخصيتها قوية و تعرف و تشارك زوجها فى كل شيء ...
أنا أسترسلت و كتبت أكثر منك ..
أحب الاشيائ الاجتماعيه هههه

تحياتى لك .. مقال مهم

أمال يقول...

السلام عليك قوس
بداية، القصة ليست متكررة ، هي من واقعي، اي اني عايشت معاناة هاته المرأة ربما قصص الطلاق تمر بهاته الوثيرة..
بالنسبة لباقي ما قلته
لن اناقش.. رأيك احترمه :)

تحياتي

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

أن زوجي المصون لا يصلي ولم يسجد لله قط ولا رغبة له في الصلاة وربط الصلة مع الله مطلقا،


قررنا الانفصال وعدت لعائلتي مكسورة الخاطر مهزوزة الشخصية،

لا والله ماهى مكسورة الخاطر ولا مهزوزة الشخصية
على العكس فهى قررت الخلاص من شخص فاسد يغضب الله ورسوله
انسان ايمانه ناقص فكما قال الرسول ان الايمان يزيد وينقص بالطاعات وهذا الشخص مسلم فى شهادة ميلاده فقط وليس بالفعل وهى بشخصيتها القوية قررت الابتعاد عن الفساد والخطأ


وان شاء الله ربنا يعوضها خير منه رجل صاحب خلق ودين لانه قال وهو اصدق القائلين الطيبات للطيبين

لو كانت هذه المرأة قريبة منك ارجو ان تبلغيها سلامى وتحيتى ودعائى لها واخبريها انها شخصية قوية وصاحبة قرار
وفقها الله لكل خير

تحياتى وتقديرى لك

آرثـر رامبـو يقول...

الله المستعان يا اختي

هي كذا نظره المجتمع للمرأه المطلقة مهما عملت
والكثير من الأحيان المرأه تحاول ان تصلح زوجها وتصبر عليه وتتحمل أخطاؤه وفي النهايه تعددت الأسباب والطلاق واحد ... مع ان المرأه كانت عظيمه وصبرت.


مشكوره على الطرح

غير معرف يقول...

صباح الغاردينيا آمال
قصة هذة المرأة تشبه الكثيرات للأسف هناك
من تقبل بـ الزوج دون أن تقرأ شخصيته جيداً
يغريها بـ رجولته الآخاذة في فترة الخطوبه
وتشعر أنه الرجل الذي حلمت به او على الأقل
الرجل الذي يمكنها إكمال حياتها معه
لتصدم بـ واقع مرير الحياة الزوجية
مشاركة وروحين تصبحان روح واحدة
والزوجة لها في تلك المؤسسة الزوجية مالزوج تماماً
فـ كلاهما يقتسان حياة معاً ومع كل ماقرأت
أعود لأقول لو كانت تحبه لفعلت المستحيل
لتصلح من حاله "
؛؛
؛
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

محمد الجرايحى يقول...

أحييك على ماسطرته أناملك
وماحملته كلماتك من معانى وأحاسيس

مغربية يقول...

هكذا هي الحياة
فيها العديد من التجارب
والتجربة الجيدة
هي التي نخرج منها بأقل الخسائر:)
هكذا هي بطلتك
ربما قد تكون خرجت بأقل الخسائر

أمال الصالحي يقول...

قد نمر في هذه الحياة بتجارب قاسية، لكنها ليست سلبية دوما بالحجم الذي نتصوره، والخيرة دوما فيما اختاره الله

نقلت لنا يا أمال واقعا تعيشه شريحة كبرى من نسائنا

لك محبتي عزيزتي

Rebel يقول...

ما الحياة الا سبيلنا للجنة، و ما نحن الا بعابريه.
اخطاؤنا تعلمنا و تقوينا وما علينا الا الصبر والله مع الصابرين.

الاحلام يقول...

لابد ان يتقرب الانسان الى ربه باقامة الصلاه وفعل الخيرات والصوم والحج وسيحاسب الانسان المسلم ما دام يصلى فما بالك انه لن يصلى
اللهم ما اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
تحياتى ابوداود

عبد الخالق كيم يقول...

أولا تحيتي لك و لاناملك الرائعة.. حروف تجعل للغوص في ثناياها معنى.. تحمل للقارئ واقعا بكل صدق أصبح اعتيادبا.. يزداد تعقيدا في تمثيلية الرجل و رسمه خيوط شخصية مثالية يقتدى بها - ليس الكل طبعا :)- من جانب، وعاطفة المرأة وأحكامها السادجة من جانب آخر.. هي حياتنا ادن كم مرة التهمنا جمرا جراء تسرعنا أو تموها.. لكن نهاية القصة (الفراق) تحمل في طياتها بداية حياة جديدة ناضجة أكيد، قليل من الامل سيعيد بريق الحياة الى مجراه، لتكن نهاية الالم فالحياة تجارب وامتحان وسباحة في حوض القدر.. والله رؤوف بعباده :)
سمحيلي نسيت راسي :)
تحيتي ومودتي :)

Unknown يقول...

الحياة مختبر ، و لا تنتهي الحياة عند تجربة ...

قصّة بقدر فصولها المحزنة بقدر صدقية و بهاء حرفها ..

منجي

مدونة الزمن الجميل يسعدها دعوتك إلى جديدها:هذيان عربي يراود المواطنة !

كلمات دفينة يقول...

أولا السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته،
ما يعجبني في مدونتك يا أمال أنك تسافرين بنا، بدون شعور، إلى عالم تخلقينه بدقة و تقنية رائعة، ونجد أنفسنا في سياق قصة حقيقية أنت من أنشأ خيوطها، ما يدل على مهارة وموهبة فائقة و بارعة.
أنا أنتظر أن يجود لنا قلمك بجديد آخر يسافر بنا مرة أخرى إلى عالم آخر.
تحيتي غاليتي

إرسال تعليق