Ads 468x60px

الخميس، 29 ديسمبر 2011

أزمة انتماء





الأمر بات مقلقا للغاية وأصبحنا نعيش أزمة انتماء...

كنا في عقود من الزمن نعيش تحت ظل الاستعمار واستقلت أراضينا وظل فكرنا عاجزا عن النهوض بذاته بعيدا عن بقايا ومخلفات المستعمر ليظل الاحتلال يلازمنا إلى يومنا هذا..
فان كانت اللغة تعني الهوية فأين ذهبت هويتنا ومتى قررنا الانسلاخ عنها؟
 ...لغتي تكفيني، لست احتاج استعارة حروف لغات أخرى لأعبر عن وجودي، لست احتاج ثقافتهم لأعيش وأتنفس، لي هويتي ولي انتمائي فلما سأبحث عن انتماء آخر؟؟
لما افتخر بحروف لغة أهلها يحتقرون لغتي، أهلها لا يبدون أي مجهود لتعلمها، لم أسمع يوما عن مدون فرنسي أو انجليزي تواضع سيادته ودون بالعربية فما الذي يدفعني للتدوين بلغاتهم؟؟.
انتهى عهد الاستعمار مند عقود، فلما نبقيه حاضرا في ذاكرتنا، لما نثبت لهم أنهم نجحوا في استعمار فكرنا وفي تخريب ثقافتنا..
العديد العديد، حين يراسلونني يستعملون اللغة الفرنسية كأنهم يتكلمون مع لاجئة فرنسية تقطن بالمغرب وأتحفظ عن التعليق لأني لا أحب أن اظهر في صفة الناصح أو المعقب والناس عادة لا يحبون من ينصحهم أو يوجه انتقادات لهم وأمر عن المسألة مرور الكرام، لكن تراود دهني تساؤلات وألف علامة استفهام، لما يستعمل العربي لغة أخرى ليتكلم مع أخيه العربي؟ بقدر ما أن المسألة محيرة بقدر ما أنها مؤلمة، اعلم جيدا أن الأغلبية تلقوا أو يتلقون تعليم جامعي مفرنس وهذا شأن أغلب التخصصات  التي تدرس في جامعاتنا المحترمة، غير معتادين بالمطلق التحدث باللغة العربية ولكن هذا لا يبرر نهائيا أن مجرد التعبير عن الاستياء أو السعادة يحتاج لاستيراد حروف أجنبية،كأننا شعوب دون حضارة اختارت أن تعيش على هوامش الحضارات الأخرى تقتات من فتات ثقافاتها..
كوننا نعتز بانتمائنا  لا يخالف مطلقا أهمية إتقان اللغات الأجنبية بل وضرورتها لمواكبة التقدم العلمي و للانفتاح على مختلف الحضارات لأجل إغناء الرصيد الثقافي للفرد..
من المؤلم جدا أن تهان لغتنا وتوصف بالتخلف ليس لأمر سوى لأن أهلها شعب متخلف لا يجيد سوى الاستهلاك، سنظل نتعلم العلوم بلغاتهم ونواكب التكنولوجيا بلغاتهم لأننا لم ننتج شيئا ولسنا مهيئين للإنتاج أصلا ولأن ما نجيده ونفلح فيه هو تصدير الأدمغة ليستفيدوا هم من تكوينها إن وجدت أصلا ظروفا ملائمة للتكوين هنا، فإن كانت الأمم تقوم على أكتاف علمائها فنحن نملك ميزانيات كل مهرجانات العالم ونفلح في تمجيد من هب ودب من راقصات الكيلو ولا نملك ما نمول به بحوث عالم واحد..
نقدم لشعوبنا الطرب والفن الساقط ونخاطب فيهم تلك الحيوانات المتوحشة ونجوع عقولهم ونستنزف طاقاتهم في لا شيء فننتج طاقة بشرية فارغة وعقول موقوفة التنفيذ..
بمجرد ما ألمح الحالة المأسوية التي يعيشها الأغلبية الساحقة للطلبة اليوم الذين يضطرون لمغادرة مدنهم لاستكمال الدراسات العليا، ألمح ملامح المستقبل بوضوح، متفوقون يضطرون للانقطاع عن الدراسة بسبب حالتهم المادية المزرية وتلك المنح البوكيمونية لا تحفظ كرامتهم غير كافية لسد حاجياتهم الأساسية بل هي فقط ليوجد مصطلح المنحة بين مصطلحات التدريس، وهكذا هم يضطرون للتخلي عن طموحهم ورغبتهم في بلوغ درجات عالية من العلم لأنهم لا يملكون سوى ما يبللون به ريقهم فكيف تستحمل طاقتهم مصاريف الدراسة التي تزداد كلما تقدم المستوى العلمي، فإلى ممولي تلك المهرجانات ماذا عن هؤلاء؟؟، هل فكر فيهم أحد؟؟ كيف ننتقل من الاستهلاك إلى الإنتاج والسياسة الممنهجة في قطاع التعليم مخربة تماما والبحث العلمي في عداد الموتى، كيف نسترجع هبة لغتنا أمام العالم وعطائنا منعدم، لا نقدم للعالم شيء سوى لا شيء..
وللإشارة فقط، فالهند مثلا تخصص ميزانية مهمة جدا للبحث العلمي رغم أن نصف سكانها تحت عتبة الفقر وذلك لتنافس الصين واليابان وفي ذلك فليتنافس المتنافسون..
 ورغم أننا مستهلكون إلى أجل غير محدد، تظل لنا حضارة عظيمة سطرها التاريخ ولنا لغة هي أجمل لغات العالم فارجوا ألا ننسى ذلك..

مخرج:
كان لي في البداية عتاب لكل من يتجرد من هويته ويغير جلدته بافتخار.. وإن كنا شعوبا مستهلكة فلا يعني أيضا أن نستهلك ألسنتهم لنستنشق الهواء بها..



التعليقات
13 التعليقات

13 التعليقات:

rainbow يقول...

مساء الخير أمال ..
انا معك فى كل ما قلتيه .. ولكن لى تعقيب بسيط ..
طبعاً لا أحد ينكر أن المستعمر الفرنسى حاول طمس اللغة و الثقافة فى المغرب و الجزائر وكذلك تونس بعض الشيء الى درجة أن سائق التامسى و الغير متعلمون يتداولونها عن غير قصد ..
ولكن تعقيبى هو : احيانا نستخدم اللغة الانجليزيه او الفرنسية فى الحوار على أساس انها لغة عالمية بالاضافى الى لغتنا نطعم بها حديثنا .. أو هناك مصطلحات تكون أقوى بعض الشيء ومختصرة ..
لكن لا نستخدمها بصورة تامه ..
عموماً من عرف لغة الأعداء أمن شرهم ..
وشكراً لك لمقالك المهم ..
تحياتى

أمال يقول...

مساء النور قوس
لم أقصد أن ألغي أهمية اللغة الأجنبية من حياتنا، وإن أردنا، الأمر مستحيل باعتبارنا دول مستهلكة.. وهذا ما أشرت إليه من خلال التدوينة..
الذي عقبت عليه والذي أرفضه أن ننسلخ من هويتنا كليا لدرجة ان تتشابه للبعض أصولنا فلا يستطيع التفريق بين عربي وأعجمي..

سلامي لك

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلام عليكم
بالفعل هى ازمة انتماء
ازمة انتماء للدين وحب اللغة العربية لغة القرآن
ازمة انتماء للاوطان ولغتها الام الاصيلة العريضة المتسعة لكل معنى

من عرف لغة قوم امن مكرهم لكن يجب علينا الا نستخدم لغة الاعداء بديل عن لغتى الاصيلة لغة القران واهل الجنة
اتقن اللغات الاخرى لكن لاستخدمها بما يليق فقط ولا يجب ان اجعلها تعلو فوق هويتى ولغتى

تحياتى لك اختى وتقديرى لموضوعك القيم

نور يقول...

( معذرة .. نزلت التعليق مرتين .. لست أعرف التحديثات على المدونات بعد ،،، )

الغالية أمل
هي أزمة هوية... ربما غادرنا الاستعمار العسكري لكننا حتماً نحياه استعماراً ثقافياً يغزونا بقوة ونستسلم له برضى او كره... يا غالية كنت في نهاية الصيف الماضي في زيارة للمغرب ونزلت خلال الرحلة في مطار روما.. أدهشني جداً يا أمال ان أغلب المدن المغربية لا تجد على محالها التجارية ومطاعمها و... اسماً لها بالعربية ولا تقرأ ولو كلمة واحدة بالعربية ،،،، بينما ضعت في مطار روما لانني لم أجد ولو إشارة واحدة بالإنجليزية ترشدني حيث أريد.. فهم يستخدمون لغتهم فحسب ونحن ننسلخ غن لغتنا بفخر..
:
القلب موجوع يا أمال ،،، فيما يخص البحث العلمي.. حتى وإن امتلأت مكتبات جامعاتنا بالأبحاث - جيدها ورديئها - فإنها تبقى طيّ الرفوف ولا تستغل نتائج الأبحاث وتوصياتها لاتخاذ قرارت... وتعمّ المحسوبيات لتزكية فلان واستثناء فلان...
نسال الله اليقظة والوعي وربيعاً عربياً حقيقاً تزهر فيه غراس خير أمة.

دمتِ بكل خير

faroukfahmy يقول...

آمال
كم انا فخور بشخصك وبكلماتك وبنعلقاتك وبك كلك
انتمائك الى عروبتك ولغتك العربيه التى وان فارقت بعض الالسنه فانت ورائها محركة ... الالسنة التى غابت عن عروبتها وغابوا عنها ، وفى الحالتين فانت ورائها مهما ابت او خرجت عن قضبان مسيرتها
الفاروق

رشيد أمديون يقول...

تجدر الاشارة إلى أن الفرانكوفونية لها جذور في المغرب وهي من مخلفات الاستعمار..
بالنسبة للأخ الكريم قوس قزح: إننا حين نتحدث عن اللغة العربية كلغة رسمية لدولة ما وكل شعبها يتقنها لا يعني أننا ننفي ضرورة اتقان اللغات الأخرى وخاصة الانجليزية التي هي لغة العصر في زمننا... المسألة يجب أن ننظر لها من زاوية أخرى أنني مادمت عربيا وأتقن العربية فلماذا أخاطب ابن بلدي بلغة أخرى وخاصة إن كانت لغة المستعمر.. ثم لماذا إدارة دولتي تخاطبني بلغة أجنبية أليست لغة الدولة الرسمية هي العربية..؟؟
الأمر قد يبدو بسيطا من وجهة نظر الكثيرين، لكن هو بالنسبة لنا أكبر... ذلك لأنها مسألة هوية وانتماء، وتكريس لمبدأ. والاستهانة في التحدث بالأجنبية يساهم في تفشي استعمالها فتموت العربية في خصم العبارات المستعارة من الأجنبية حتى تغدو غريبة على الألسن.. وهذا يحدث كثيرا حين ينطق أحدهم كلمة فصيحة في مكان عام فيلتفت إليه الناس وكأنه قال شيئا غريبا، بخلاف لو نطقها بالأجنبية يبدو حينها الأمر عاديا..
ثم ليس بالضرورة أن تكون الكلمة بالعربية ضعيفة الدلالة أو غير مختصرة، فمتلا كلمة قلم تنطق عند العامة في المغرب ب"ستيلو" وهي كلمة فرنسية فما الأفضل قلم أم ستيلو؟
كلمة جروب أليس أفضل أن نقول مجموعة وقس على ذلك..
في النهاية أقول أننا مسؤولون عن ألسنتنا وحين ننطق بها فإننا نساهم في خلق ثقافة، أو نغليب لغة على أخرى.
أظنني يا أمال خرجت عن سياق تدوينتك؟
شكرا.

rainbow يقول...

وما دام الاخ الكريم رشيد قد علق على تعليقى فأنا أنتهز الفرصة كى أسلم عليه و أهنأة بأن من الله عليه بالشفاء و أود أن أرد على التنويه الذى ذكرة وأقول : أننى لم أقصد طمس اللغة الأم وأستعمال اللغة الأجنبية فى شتى ميادين الحياة ولكننى أود أن تستعمل اللغة الأجنبية وتبقى حية أيضاَ لأننا لو درسناها وتعبنا عليها كى نستخدمها فى المجال المخصص لها فأنها سوف تموت أو نتكلم بها بطريقة مزرية ونحن نفتخر بالمغاربة و دائماً نتحدث عنهم بأنهم يجيدون اللغة الفرنسية وكأنهم ولدوا فى فرنسا ..
أنا أشجع استخدام اللغة الاجنبية فى مجال العمل و فى البيت أيضاً وفى الشارع .لابد ان نتداولها ونعلم اولادنا اللغات فالان هناك معاملات دولية بنكيه و تجاريه و سياسية مع كل دول العالم وحتى الصينيون عندما يحضرون لبلادنا يتكلمون اللغة الانجليزية رغم انهم يكرهون الأمريكان ..
ولكنكم يا اخى العزيز بالمغرب تتحسسون من المستعمر الفرنسى سابقاً و الشريك التجارى حالياً و انا أقدر ذلك .. و أود أن أقول لك لا تخف فاللغة المغربية باقيه و الدليل على ذلك هذا الكم الكبير من الأدباء المغربيين و الشعراء ونطق المغاربة الممتاز لفنون اللغة العربية .. أعتقد الموضوع ليس تداول لغة اخرى أكثر مما هو تحسس من مستعمر كان .. ومن لغته وبكل من يتمثل به ..

أرجو أن أكون قد عبرت عن ما وددت قوله . ومعذرة أختى أمال لملئ باب التعليقات عندك بكلامى الكثير ههههه ..

شكراً لك

رشيد أمديون يقول...

اشكرك أيها الطيب. والحمد لله بفضل الله ثم بفضل دعائكم صرت أفضل.

بصراحة لا أحب أن يتحدث معي ابن بلدي أو من يتقن العربية بلغة أخرى غير المحلية أو العربية...هذا أولا.
ثانيا اللغة الإنجليزية كما قلت لك هي لغة العلم الآن..
ثالثا: تعلُّم لغةأجنبية ما للتعامل بها مع غير العرب والأجانب، وليس أن نتكلم بها في الادرات أو المراكز العمومية أو أو أو...
ساقول لك شيئا، مثل بسيط: شركات الاتصال مثل اتصالات المغرب.. وانا، مديتيل.. عندما ترسل بريدا لكترونيا ترسله بالفرنسية فقط. هل لغتنا هي الفرنسية. نعم سيقول أحدهم هناك فرنسيين في المغرب وهم زبناء للشركة. أجيب بأمرين، أولا: لن يفرض علي أحد لغته في وطني، كما لا نفرض لغتنا على دول أخرى، فهل شركات الدول الأجنبية ترسل رسائل بالعربية مع العلم أن هناك عرب في بلدها...؟
ثانيا: وهذا للخروج من الخلاف، لماذا لا ترسل الرسالة بالغتين العربية والفرنسية.. حتى يكون الأمر عادلا.
العجيب أن حتى رسالة الأعياد الدينية ورمضان تأتي بالفرنسية. ما هذا التناقض.
أنا تناولت نموذجا فقط، ولست أحصر الأمر في شركات الاتصال، هذا نموذج للإدارة أخي الكريم.

Unknown يقول...

شكرا لانسانة تعتزّ ب(ضادها )!

أسعدني هذا النفًس و الانتصار للهويّة و الدين ،،،
لغتنا هويّتنا بل هي / بنانُنا/ و هي مدخل حياتنا و بها
نعمل لدنيانا و نفقه أمور آخرتنا ..
مع العلم أننا ندعو و نلحّ في تعلّم لغة أي قوم لفهم مدنيّته
/ و لا أعني حضارته/ لأخذ بأسباب العلم و الرقيّ .

وافر التقدير


منجي

goulha يقول...

معك في كل كلمة قلتها
بالتوفيق والسداد
تحيتي ومودتي

الاحلام يقول...

لابد من كل عربى مسلم ان ينمى اللغه العربيه وان ينشر القرءان لان لغة القرءان هى اساس اللغه العربيه فهى فعلا ازمه انتماء للدين واللغه
تحياتى ابوداود

غير معرف يقول...

ثقافة الهزيمة.. عصابة البقرة الضاحكة 5‏

شركة «الأجنحة البيضاء» في عام 1986 شهد بداية تردد أسم الشركة في الحياة العامة، عندما قام (علوي حافظ) عضو مجلس الشعب بتقديم طلب أحاطة عن الفساد في مصر، مستنداً في جزء منه إلى أتهامات خاصة، وردت في كتاب "الحجاب"
VEIL
للكاتب الصحفي الأمريكي (بوب ودوورد)، وكشف حافظ عن تورط أسماء داخل النظام الحاكم فى صفقات بيع وشراء الأسلحة من الخارج "، ووثائق تتحدث عن صفقة أسلحة تم الحديث عنها داخل الكونجرس الأمريكي، حيث تحدث سيناتور داخل أحدى جلسات الكونجرس عن تأسيس مجموعة من العسكريين المصريين لشركة تدعى الأجنحة البيضاء لشراء الأسلحة من الولايات المتحدة بعمولات كبيرة.

أما أخطر هذة الوثائق هو ما كشف عنه التقرير النهائي للكونجرس والتى أكدت ان المفاوض المصرى لم يكن أبدا يعمل لصالح مصر بل لصالح عصابه سميت فورونجز، وأنه يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى فى حق وطنه وصالح شعبه...باقى المقال فى الرابط التالى
www.ouregypt.us
و أقول بالنهاية هذا المقال يستحق القراءة فهو يجعلك تفكر كأنك قرأت كتابا دسما.

غير معرف يقول...

أنا لا استغرب ابدا من هذا الواقع فلو قرأنا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامات يوم القيامة لفرحنا جدا بما يجري لسبب بسيط اننا اقتربنا من نهاية هذه الدنيا الزائلة الزائفة
مقال ممتع وسيق وكتابات ممتازة

إرسال تعليق