هو أسمى المشاعر وأجملها، معه تبتسم قلوبنا
للحياة وتتحد الفصول في فصل ربيع لا تكف فيه العصافير عن التغريد و لا تعرف فيه
الزهور طريقا للذبول، معه نعيش الحاضر كما ينبغي و نتطلع لمستقبل سعيد مادمنا نعيش
ونحيا وقلوبنا تنبض بالحب.
بعيدا عن عيد الحب وبغض النظر عن تاريخه وأصله
فنحن لا ننتظر يوما في السنة لنعبر لمن نحبهم أننا نحبهم ولمن نحترمهم ونقدرهم
أننا كذلك، نحن ولدنا بالحب وعشنا ونعيش بالحب، فهو رصيدنا في الحياة و سلاحنا
لنواجه الصعاب، الحب عندنا ليس فقط ما يجمع المرأة والرجل، فهو أسمى وأشمل وأوسع،
إنه حب الخالق والصلة مع الله، إنه حب الإسلام الذي به تستقيم حياتنا وتسعد أيامنا
وحب القدوة الذي علمنا معنى الحب فلا يؤمن أحد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، هو حب
ولد معنا بالفطرة، حب لأب وأم أفنيا عمرهما لأجل رؤية السعادة تغمر عيوننا، حب
الإخوة فهم سندنا في الحياة وحب أشخاص قد لا تربطنا بهم رابطة دم لكن عقولنا أبت
إلا أن تحترمهم وقلوبنا نبضت بحبهم هم أصدقائنا فكيف هي الحياة دون صديق صدوق
تأتمنه على سرك وتبوح له بتفاصيل حياتك..
هو الحب حين يجمع زوجين برباط روحي فيوحد
روحيهما في روح واحدة ولا تستقيم الحياة مع أحدهما دون الآخر، حين تكون روحك تسكن
الآخر وروحه تسكنك، ما يربطك به أكبر بكثير من عقد ورقي مكتوب، إنه الحب..
وفي زمن اختلطت فيه المفاهيم وتغيرت فيه القيم
ومعه تشوه معنى الحب وأصبح مجرد قناع يلبسه الناس ليصلوا لأغراضهم بعيدا عن
معانيه السامية المتجردة من كل معادلات المنطق والحسابات الرياضية، تشوه فشوه
القلوب وأفقدها بريقها وأصبحت مجرد عضو كباقي الأعضاء.
هكذا أصبحت الأم تضع جنينها في ممرات الطرقات
ويغتصب الأب بناته ويقتل الإخوة بعضهم البعض ويزني الرجل بالنساء باسم الحب..
حين أصبحت الفتاة تخون خالقها أولا ونفسها
ثانيا وتزني بمعاني لا تمت للحب بصلة، فكي نحب الآخر لابد أن نحب أنفسنا، وكي نحبها علينا أن نحترمها وفاقد الشيء لا
يعطيه، ولا إشكال في مشاعرنا فنحن لا نملك جهاز تحكم
في نبضات قلوبنا ولكن علينا أن نوجهها في المنحى الصحيح، كي تنمو لتسعدنا لا
لتذمرنا، إن لم نقنن تلك المشاعر وتركناها تسبح في اتجاهات عشوائية ستدمر الحب بأعماقنا
وتنجس نفوسنا وتفقدها طهارتها ونقائها وما هذا بحب، فالحب إن لم يسعدنا فلما نقبل
به ليتعسنا..
وإن كان الغرب يحتفي بعيد للحب بمفاهيم باهته
لا تمت لثقافتنا بصلة فالحب عندنا أعظم وأروع وأرقى.