Ads 468x60px

الاثنين، 29 أكتوبر 2012

أن تكون عاطلا



تتحد الظروف ضدك لتجعل منك عاطلا عديم المنفعة، لست إلا مجرد اسم ضائع وسط الأسماء..
أصعب عمل البحث عن عمل ولكنه يكاد يستحيل حين تغيب مقومات البحث، حين تنتمي لأسرة فقيرة ولمنطقة مهمشة، الظفر بعمل إذن يحتاج منك التنقل لمناطق نشيطة اقتصاديا وبالتالي لمزيد من المصاريف التي لا قدرة لأسرتك عليها، لن تعثر عن عمل في أول محاولة و تكرار المحاولة يتطلب منك نفسا طويلا وجهدا ماديا قبل ذلك، وإذا كنت من منتظري الوظيفة العمومية يعني أن تكرار المحاولات الانتظار لسنوات.


 
أن تكون عاطلا، يعني أن تتجرع مرارة علم اكتسبته وظل كالمياه الراكدة في طريق التعفن لا مجال لاستثماره.
أن تكون عاطلا، يعني أن تتشابه الأيام والساعات والدقائق والثواني، لا جديد يذكر ولا نشاط ينعش الذاكرة، نفسية متعبة وإرهاق فكري وجسدي لانعدام عمل يحي الآمال و يجدد الرغبة في الحياة.
أن تكون عاطلا، يعني أن تمضي ساعات وساعات من النوم دون أن ترتاح وأن تستيقظ على كابوس واقعك المؤلم.
أن تكون عاطلا، يعني أن تؤجل كل أحلامك وأمانيك وتؤجل الحياة في انتظار أن يعلنك المجتمع مواطنا صالحا وتزاح عن لائحة الأرقام المعيقة لتقدم البلاد.
أن تكون عاطلا في بلد نامي يعني أن يتحول هدف الحصول على عمل وحق الظفر بشغل شريف إلى حلم يضاف للائحة أحلامك الموقوفة التنفيذ.
أن تكون عاطلا، يعني أنك لن تموت جوعا و لكنك ستموت إحباطا ويأسا.  
سوف لن تستقبل أسرتك بطالتك بالأحضان ولا تنتظر منهم يوما أن يقدروا حالة الشغل ببلدك، ولا تنتظر منهم أن يستوعبوا حالة الانتظار التي اخترت أن تعيش عليها. هم ينظرون فقط لابن يمضي النهار والليل بين النوم والتهام الطعام والسهر لساعات متأخرة.  
إذا كان هذا حالك داخل جدران بيتك فكيف هو الحال أمام جيرانك وأصدقائك، كيف تستقبل أسئلتهم وهم يضعون أصابعهم على جرح يؤلمك ويعذبك، أن تستقبل أسئلتهم ألم وأن ترد عليها ألم آخر، بعد أن كنت تفتخر لتفوقك الدراسي لسنوات وبعدما كنت مفخرة الحي والعائلة، أنت الآن في وضع آخر مغاير، صرت تعلم معنى الفشل وصرت تعلم معنى الرسوب وصرت تعلم الوجه المقابل للنجاح.   
أنت لن تستمر على هذا المنوال وانتظار منصب كما تجده منصفا لك ولمؤهلاتك يعني الشقاء طويلا ويعني الوقوف كثيرا على عتبة الانتظار دون ضمانة بأن ما تنتظره سيأتي، ستشمر عن ساعديك وستبدأ بعمل كيفما كان بسيطا ومهما كان بعيدا عن مجال تحصيلك العلمي، فليس عيبا أن تبدأ صغيرا وليس عيبا أن تشقى لتتجنب مد اليد وأنت في عنفوان شبابك، فليس هناك أقسى من أن تمتهن مهنة المراقب المنتظر وليس هناك أشقى من أفكار ينسجها الفراغ.

أن تقبل بعمل بسيط لا يعني أن تتخلى عن حلمك في عمل يرقى لطموحاتك ولا يعني أن تقضي بقية حياتك عاملا بسيطا، ولكنه سيجنبك الألم، سيجنبك مرارة الفراغ وقسوة العيش عالة على أسرتك ومجتمعك.

   

التعليقات
13 التعليقات

13 التعليقات:

rainbow يقول...

صباح الخير ..
العمل بعد التخرج فى بعض دول عالمنا العربى صعب للغاية والسبب أن الدولة تعلم دون ان تدرس الطاقة الاستيعابية لسوق العمل ..والشباب يجب ان لا يعتمدون على الدوله لتوظيفهم ولكنهم يجب ان يسعوا لوجود الفرصة وخير الأعمال هى الحرة . فالعمل الحكومى معطل لطاقة الشباب ومضيعة للوفت ..
كل عام و انتِ بخير ..
أفتقدت وجودك فى مدونتى :)

محمد يقول...

مررت ..

marrokia يقول...

كل هذا يعني أن تكون عاطلا
لكن في المقابل من بحث وجد..
هناك فرص شغل تنتظر فقط أن يبحث عنها الانسان
:)
موضوعك جميل صديقتي

عبد الخالق كيم يقول...

من رحم الواقع ينبع حرفك الحزين استاذتي.. هو حتما واقع مر ان تكون عاطلا مراقبا في محطة الكل فيها متحرك.. "ليس عيبا أن تبدأ صغيرا بل العيب ان تنتظر ابدا"...
تحيتي دمت النبض الذي يعري لمعان اوطاننا..

Unknown يقول...

أنت لن تستمر على هذا المنوال وانتظار منصب كما تجده منصفا لك ولمؤهلاتك يعني الشقاء طويلا ويعني الوقوف كثيرا على عتبة الانتظار دون ضمانة

***

للأسف أن هذا الحال أصبح (( مألوفا )) في دولنا و لم يعد للشهائد معنى و لا مفغولا أمام التخبّط في مخطّاطات الدول في ( تفريخ) الشهائد و نقص مواطن الشغل المتخصّصة ، هذا من جهة أضف كذلك الجشع الرأسمالي الوسخ الذي يعتمد اليد العاملة ( الغير متعلّمة و غير متخصّصة ) لسهولة استغلالها و قليل مادّياتها ...

صاحب الزمن الجميل

http://zaman-jamil.blogspot.com/


*

m.hallawa يقول...

مسائك روز وياسمين أمال

كل عام وأنتم بخير

عيد سعيد ولو أنها متأخرة

شئ صعب أن نكون عاطلين وعطلنين ؟؟؟

تحياتي وودي

حنين محمد يقول...

مساء الغاردينيا آمال
للأسف هذا حال أغلب دولنا العربية
أصبحت عاطل سمة كل خريج جامعة
مات حلمه بكلمة عاطل وبطاله "
؛؛
؛
كل عام وأنتِ بخير
لروحك عبق الغاردينيا
كانت هنا
reemaas

رشيد أمديون يقول...

غبت طويلا وعدت، حمدا لله على سلامتك.
أمس فتحت مدونتك لأقرأ ولا أذكر ما الذي أخذني منها فلم أعد :)
الموضوع يشف عن احساس بمعاناة من قدّر لهم أن يعيشوا فترة العِطالة، وهي أشق فترة في حياة الشباب، بعد انهاء دراسته، والخروج إلى المجتمع ليصطدم بما لم يكن يتوقعه أبدا، أو كان قد توقعه ولكنه لم يتصوره بتلك القسوة..
غير أنك في النهاية أشرت لشيء مهم، وهو أن لا يظل المعطل ينتظر بدون أن يستغلّ وقت انتظاره بعملٍ كبديل مؤقت. أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام.
بوركت أختي أمال. اسأل الله لك التوفيق.

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

السلالالالالام عليكم اختى الحبيبة
وحشتينى اوى اوى جدا خالص :)
كل سنة وانت جميلة وطيبة وسعيدة

اعتذر عن التقصير لظروف سفرى الفترة الماضية

اما البوست فلقد اصبت هدف شائك وخطير فى كيان المجتمع العربى كله وكيف ان الشاب يخجل احيانا من ممارسة عمل بسيط ويفضل الجلوس على المقاهى اكثر من ان يعمل عمل شريف مهما كان قدره فهى مشكلة خطيرة تصيب المجتمع بعقم اخلاقى وقيم لكن فى اخر السطور أتيتى بالفائدة احسنت اختى


جزاك الله خيرا غاليتى وبارك فيك وفى قلمك وارجو الا تتغيبى عنا كثيرا وفقك الله لكل خير

تحياتى لك بحجم السماء

m.hallawa يقول...

مسائك روز وياسمين

شكرا لزيارتك الكريمة وتعليقك الراقي

وودي

الجوهري يقول...

للاسف انا واحدا منهم الان يا امال
ولكن احاول ان لا اشعر بكل ذلك واجهد نفسي علي جهازي وموقعي وتعليمي في لغات اخري
ولكن لا اكذب عليكي كثيرا اشعر بمرارة الحياة رغم ما تعلمته وما انا كنت عليه وما كان منصبي في يوما من الايام لكن لا ادعوا للفشل ولا اري منه بابا عندي
فانا اعمل واجتهد واصبر علي قضاء ربي
والحمد لله

غير معرف يقول...

I'm really loving the theme/design of your site. Do you ever run into any web browser compatibility issues? A couple of my blog audience have complained about my site not working correctly in Explorer but looks great in Chrome. Do you have any solutions to help fix this issue?
Also visit my blog post cosmetics

سناء يقول...

مررت من هنا بعد ان قرات النص أكثر من مرة

دمت متألقة :)

إرسال تعليق